کانَتْ فی قلبی خَواطرُ عَدیدةٌ عَن الحرب ... و لم أُحاولِ الإِفصاحِ عنها و بدأت تلک الخواطر تَتَسرَّب الیٰ خانةِ النِّسیان و لقد تمکّنت عبرَ صحیفةٍ معیّنةٍ أن أُخلِّد تلک الذّکریات و لا أستطیع إثبات ذلک بشکل حقیقی، و أمتدَّت إلیّ یدٌ حاولت انتشال هذه الجواهر ... إنّ سَرد هذه الذکریات و تخلیدها تُعَدُّ تجربةً رائدةً فی مضمار الثّقافةِ الحربیّة و لمّا کانت الشُّعوب تعتزُّ بتاریخها فمن حقّ الشّعب الایرانیّ أنْ یفتخرَ بهذا التّاریخ لأنّهُ تأریخُ نورٍ و حضارةٍ و دفاعٍ و إشراقٍ.
الحربُ کشفتْ الحقیقةُ، و أهوالها بشَکلِ أوراق ربیع تنمُو بسرعة فی القلب. و یُعدُّ سجلّ الحرب بمثابةِ السَّفر الیٰ الشّمس، الیٰ النُّور السّاطع و یأتی إعْتزازُ الشَّعبِ الأیرانیّ بهذهِ الحرب لأنها کشَفتِ الغِشاوة عن البعض، و لأنّها رسخَتْ فی الأُمّة قیمَ الشَّهادةِ و غَدتِ المَسیرة مُکلّلة بِالعزّ و الفخر.
أنّ تجربة (الدّفاع المقدّس) أعطَتْ دَرْساً ثَمیناً للشُّعوب المُستضعفةِ و هزّتها منَ الأعماق و خلّدت الدّرس الحُسینیّ الأصیل. و لم یکن (البسیج) اِلاّ مِصّداقاً للکلمة «کربلاء»، و عنوان أصیل لفئةٍ عشقتِ الشَّهادة فی سَبیلِ اللهِ.
لقد إنبهرت الأُمةُ الإسلامیّةُ و هی تَریٰ هذا الشَّعب الا یرانیَّ المظلوم یقفُ وقفة الرّجل الواحد أمام الریاح الصّفراء الآتیة من الغرب و الشّرق. وقف وحیداً یَتسلّح بسلاح الأیمان ... و کان الله لهم خیرَ عَون فی هذا المضمار.
أن هذه الوُریقات هی شهادات ناطقة عَن واقع الحرب المفروضة.
و هیَ تصرخُ أمام الظّالمینَ ...
الشهادات جاءت فی وقت بلغت الأمّة مرحلة (العبورِ الی النور).