إنّ لکلّ بلادٍ تاریخاً وحضارةً تختصّ بهما، ومن بین تلک البلدان ایران الّتی تعدُّ من الدول ذات التاریخ المشرق والحضارة العظیمة فی العالم. وبعدما بزغت شمس الإسلام المشرقة علی تلک البلاد، وبسبب تفاعل عشّاق الحقیقة وروّادها فی هذه المنطقة مع الإسلام، أسّسوا حضارة جدیدة، وبضیائها، جعلوا الفروع المختلفة للعلوم والمعارف الإسلامیّة، أمثال:
التفسیر والعرفان والحکمة والکلام وغیرها مشرقة وضّاءة، وأنجبت علماء أعلاماً، وعشّاقاً للمعرفة فی العالم الإسلامیّ. ومن البدیهیّ أنّ مجرّد الاعتزاز بهذه الخلفیة العظمی، لا توصلنا إلی الهدف، وإنمّا المهمّ أن ننقل رسالتنا برعایة آثار العظماء وصیانتها وإحیائها، من خلال التحقیق والدراسة والإحیاء للآثار الخطّیّة، وتقدیمها لعامّة الناس، ونقل التجارب القیّمة إلیهم وتنشیط الحرکة العلمیّة الجدیدة، کی ما نشهد مرّة أخری نشأةً جدیدة، وظهورَ حضارة عظیمة أخری فی عالمی الإسلام والتشیّع.